من هو جمــــــــــــال حمدان ؟
ما هو علم الجغرافيــــــــــــــا؟
شخصية مصــــــــــــــــــر ؟
دكتور جمال حمدان !
"جمال محمود صالح حمدان" أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين، ولد في قرية "ناي" بمحافظة القليوبية بمصر في 12 شعبان 1346هـ ،4 فبراير سنة 1928م، وفاته عام 1993 .
لمعرفة المزيد عن الدكتور جمال حمدان

حصل على وسام العلوم من لطبقة الاولى عن كتابه شخصية مصر عام 1988
عن علم الجغرافيا كما عرفه د.جمال حمدان ان قمة الجغرافيا هى التعرف على "شخصيات الاقاليم" .
فالشخصية الاقليمية شئ اكبر من المحصلة الرياضية لخصائص و توزيعات الاقليم , و لكنها تتسائل أساسا عما يعطى منطقة تفردها و تميزها بين سائر المناطق , و بذلك تنفذ الى روح المكان لتستشف عبقريته الذاتية التى تحدد شخصيته الكامنة.
    طريق الجغرافيا ربما كان اكثر غنى و تنوعا فى المناهج و الطرائق حيث انه يجمع بين الزمان و المكان . حيث انها تربط الارض بالناس , و الحاضر بالماضى و المادى بالامادى و العضوى بغير العضوى
و بهذا يمكن للمواطن العادى و المثقف العام التعرف على جوهر الوطن
 ملامح شخصية مصر (من مقدمة كتاب شخصية مصر) ؟
Land of Paradoxكثيرا ما يتردد ان مصر هى ارض المتناقضات
ربما تحت تاثير التباين الشديد بين الفروق الاجتماعية الصارخة من ناحية او من ناحية اخرى بين خلود الاثار القديمة و تفاهة المسكن القروى , او بين الوادى و الصحراء حيث يتجاوران جنبا لجنب , و لكن كما تتجاور الحياة و الموت .
و الذى نراه هو اننا ازاء حالة نادرة من الاقاليم و البلاد من حيث السمات و القسمات التى تجتمع فيها . و كثيرا من هذه السمات تشترك فيها مصر مع هذه البلاد او تلك .
ولكن مجموعة ااملامح ككل تجعل منها مخلوقا فريدا فذا حقيقة. فهى بطريقة ما تكاد تنتمى الى كل مكان دون ان تكون هناك تماما.

--فهى بالجغرافيا تقع فى افريقيا
--و لكنها تمت ايضا الى اسيا بالتاريخ
--و هى متوسطة دون مدارية بعروضها
--و لكنها موسمية بمياهها و اصولها
--و اخيرا على ما فى ذلك من تناقض . هى فى الصحراء و ليست منها
-بالتعبير هى واحة ضد – صحراوية anti – desert ليست بواحة و انما شبه واحة
--فرعونية هى بالجد و لكنها عربية الاب .
--ثم انها بجسمها النهرى قوة بر , و لكنها بسواحلها قوة بحر , وهى بذلك تضع قدما فى الارض و قدما فى الماء
--و هى بجسمها النحيل تبدو مخلوقا اقل من قوى , و لكنها برسالتها التاريخية الطموح تحمل راسا اكثر من ضخم
--و هى بهذا بموقعها على خط التقسيم التاريخى بين الشرق و الغرب تقع فى الاول و لكنها تواجه الثانى و تكاد تراه عبر المتوسط كما تمد يدا نحو الشمال و اخر نحو الجنوب و هى توشك بهذا كله ان تكون مركزا مشتركا لثلاث دوائر مختلفة بحيث صارت مجمعا لعوالم شتى
فهى قلب العالم العربى و و اسطة العالم الاسلامى و حجر الزاوية فى العالم الافريقى --
    و اذا كان لهذا كله مغزى , فهو ليس انها تجمع بين الاضداد و المتناقضات , و انما تجمع بين اطراف متعددة غنية و جوانب كثيرة خصبة و ثرية , بين ابعاد و افاق و اسعة ,, بصورة تؤكد فيها "ملكة الحد الاوسط" و تجعلها "سيدة الحلول الوسطى" و تجعلها امة وسطا بكل معنى الكلمة و كلن ليس امة نصفا !

    و لعل فى هذه الموهبة الطبيعية سر بقائها و حيويتها على العصور. و نحن لهذا لا نملك الا ان نقول اننا كلما امعنا تحليل شخصية مصر و تعمقنا استحال علينا هذا الانتهاء : و هى انها فلتة جغرافية لا تتكرر فى اى ركن من اركان العالم , فالمكان, الجغرافيا – كالتاريخ – لا يعيد نفسه او تعيد نفسسها . تلك هى حقيقة عبقريتها الاقليمية.